فصل: قال ابن عاشور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال القرطبي:

قوله تعالى: {قال ربِّ إِنِّي دعوْتُ قوْمِي ليْلا ونهارا} أي سِرّا وجهرا.
وقيل: أي واصلت الدعاء.
{فلمْ يزِدْهُمْ دعآئي إِلاّ فِرارا} أي تباعدا من الإيمان.
وقراءة العامة بفتح الياء من {دعائي} وأسكنها الكوفيون ويعقوب والدّورِي عن أبي عمرو.
قوله تعالى: {وإِنِّي كُلّما دعوْتُهُمْ} أي إلى سبب المغفرة، وهي الإيمان بك والطاعة لك.
{جعلوا أصابِعهُمْ في آذانِهِمْ} لئلا يسمعوا دعائي {واستغشوا ثِيابهُمْ} أي غطّوا بها وجوههم لئلا يروه.
وقال ابن عباس: جعلوا ثيابهم على رؤوسهم لئلا يسمعوا كلامه.
فاستغشاءُ الثياب إذا زيادة في سدّ الآذان حتى لا يسمعوا، أو لتنكيرهم أنفسهم حتى يسكت، أو ليعرّفوه إعراضهم عنه.
وقيل: هو كناية عن العداوة.
يقال: لبس لي فلان ثياب العداوة.
{وأصرُّواْ} أي على الكفر فلم يتوبوا.
{واستكبروا} عن قبول الحق، لأنهم قالوا: {أنُؤْمِنُ لك واتبعك الأرذلون} [الشعراء: 111].
{استكبارا} تفخيم.
قوله تعالى: {ثُمّ إِنِّي دعوْتُهُمْ جِهارا} أي مُظْهرا لهم الدعوة.
وهو منصوب ب{دعوتهم} نصب المصدر، لأن الدعاء أحد نوعيه الجهار، فنصب به نصب القرفصاء بقعد، لكونها أحد أنواع القعود، أو لأنه أراد ب {دعوْتُهُمْ} جاهرتهم.
ويجوز أن يكون صفة لمصدر دعاء، أي دعاء جهارا، أي مجاهرا به.
ويكون مصدرا في موضع الحال، أي دعوتهم مجاهرا لهم بالدعوة.
{ثُمّ إني أعْلنْتُ لهُمْ وأسْررْتُ لهُمْ إِسْرارا} أي لم أبق مجهودا.
وقال مجاهد: معنى أعلنت: صحت، {وأسررت لهم إسرارا}.
بالدعاء عن بعضهم من بعض.
وقيل: {وأسْررْتُ لهُمْ} أتيتهم في منازلهم.
وكل هذا من نوح عليه السلام مبالغة في الدعاء لهم، وتلطُّف في الاستدعاء.
وفتح الياء من {إني أعْلنْتُ لهُمْ} الحرميّون وأبو عمرو.
وأسكن الباقون. اهـ.

.قال الألوسي:

{قال} أي نوح عليه السلام مناجيا ربه عز وجل وحاكيا له سبحانه بقصد الشكوى وهو سبحانه أعلم بحاله ما جرى بينه وبين قومه من القيل والقال في تلك المدد الأطوال بعد ما بذل في الدعوة غاية المجهود وجاز في الإنذار كل حد معهود وضاقت عليه الحيل وعيت به العلل {ربّ إِنّى دعوْتُ قوْمِى} إلى الإيمان والطاعة {ليْلا ونهارا} أي دائما من غير فتور ولا توان.
{فلمْ يزِدْهُمْ دُعائِى إِلاّ فِرارا} مما دعوتهم إليه وإسناد الزيادة إلى الدعاء من باب الإسناد إلى السبب على حد الإسناد في سرتني رؤيتك وفرارا قيل تمييز وقيل مفعول ثان بناء على تعدي الزيادة والنقص إلى مفعولين وقد قيل أنه لم يثبت وان ذكره بعضهم وفي الآية مبالغات بليغة وكان الأصل فلم يجيبوني ونحوه فعبر عن ذلك بزيادة الفرار المسندة للدعاء وأوقعت عليهم من الإتيان بالنفي والإثبات.
{وإِنّى كُلّما دعوْتُهُمْ} أي إلى الإيمان فمتعلق الفعل محذوف وجوز جعله منزلا منزلة اللازم والجملة عطف على ما قبلها وليس ذلك من عطف المفصل على المجمل كما توهم حتى يقال إن الواو من الحكاية لا من المحكى {لِتغْفِر لهُمْ} أي بسبب الإيمان {جعلُواْ أصابعهم في ءاذانهم} أي سدوا مسامعهم عن استماع الدعوة فهو كناية عما ذكر ولا منع من الحمل على الحقيقة وفي نسبة الجعل إلى الأصابع وهو منسوب إلى بعضها وإيثار الجعل على الادخال ما لا يخفى {واستغشوا ثِيابهُمْ} أي بالغوا في التغطي بها كأنهم طلبوا من ثيابهم أن تغشاهم لئلا يروه كراهة النظر إليه من فرط كرهة الدعوة ففي التعبير بصيغة الاستفعال ما لا يخفى من المبالغة وكذا في تعميم آلة الإبصار وغيرها من البدن بالستر مبالغة في إظهار الكراهة ففي الآية مبالغة بحسب الكيف والكم وقيل بالغوا في ذلك لئلا يعرفهم عليه السلام فيدعوهم وفيه ضعف فإنه قيل عليه إنه يأباه ترتبه على قوله كلما دعوتهم اللهم إلا أن يجعل مجازا عن إرادة الدعوة وهو تعكيس للأمر وتخريب للنظم {وأصرُّواْ} أي اكبوا على الكفر والمعاصي وانهمكوا وجدوا فيها مستعار من أصر الحمار على العانة إذا أصر أذنيه أي رفعهما ونصبهما مستويين وأقبل عليها يكدمها ويطردها وفي ذلك غاية الذم لهم وعن جار الله لو لم يكن في ارتكاب المعاصي إلا التشبيه بالحمار لكفى به مزجرة كيف والتشبيه في أسوا أحواله وهو حال الكدم والسفاد وما ذكر من الاستعار قيل في أصل اللغة وقد صار الإصرار حقيقة عرفية في الملازمة والانهماك في الأمر وقال الراغب الإصرار التعقد في الذنب والتشديد فيه والإمتناع من الإقلاع عنه وأصله من الصر أي الشد ولعله لا يأبى ما تقدم بناء على أن الأصل الأول الشد والأصل الثاني ما سمعت أولا {واستكبروا} من اتباعي وطاعتي {استكبارا} عظيما وقيل نوعا من الاستكبار غير معهود والاستكبار طلب الكبر من غير استحقاق له.
{ثُمّ إِنّى دعوْتُهُمْ جهارا ثُمّ إِنّى أعْلنْتُ لهُمْ وأسْررْتُ لهُمْ إِسْرارا} أي دعوتهم مرة بعد مرة وكرة غب كرة على وجوه متخالفة وأساليب متفاوتة وهو تعميم لوجوه الدعوة بعد تعميم الأوقات وقوله: {ثم إني دعوتهم جهارا} يشعر بمسبوقية الجهر بالسر وهو الأليق بمن همه الإجابة لأنه أقرب إليها لما فيه من اللطف بالمدعو فثم لتفاوت الوجوه وإن الجهار أشد من الإسرار والجمع بينهما أغلظ من الإفراد وقال بعض الأجلة ليس في النظم الجليل ما يقتضي أن الدعوة الأولى كانت سرا فقط فكأنه أخذ ذلك من المقابلة ومن تقديم قوله: {ليلا} وذكرهم بعنوان قومه وقوله: {فرارا} فإن القرب ملائم له.
وجوز كون ثم على معناها الحقيقي وهو التراخي الزماني لكنه باعتبار مبدأ كل من الأسرار والجهار ومنتهاه وباعتبار منتهى الجمع بينهما لئلا ينافي عموم الأوقات السابق ويحسن اعتبار ذلك وإن اعتبر عمومها عرفيا كما في لا يضع العصا عن عاتقه وجهارا منصوب بدعوتهم على المصدرية لأنه أحد نوعي الدعاء كما نصب القرفصاء في قعدت القرفصاء عليها لأنها أحد أنواع القعود أو أريد بدعوتهم جاهرتهم أو صفة لمصدر محذوف أي دعوتهم دعاء جهارا أي مجاهرا بفتح الهاء به أو مصدر في موقع الحال أي مجاهرا بزنة اسم الفاعل. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{قال ربِّ إِنِّي دعوْتُ قوْمِي ليْلا ونهارا (5)}
جرد فعل {قال} هنا، من العاطف لأنه حكاية جواب نوح عن قول الله له {أنْذِر قومك} [نوح: 1] عومل معاملة الجواب الذي يُتلقى به الأمر على الفور على طريقة المحاورات التي تقدمت في قوله تعالى: {قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها} في سورة البقرة (30)، تنبيها على مبادرة نوح بإبلاغ الرسالة إلى قومه وتمام حرصه في ذلك كما أفاده قوله: {ليلا ونهارا} وحصول يأسه منهم، فجعل مراجعته ربه بعد مهلة مستفادة من قوله: {ليْلا ونهارا} بمنزلة المراجعة في المقام الواحد بين المتحاوريْن.
ولك أن تجعل جملة {قال رب} إلخ مستأنفة استئنافا بيانيا لأن السامع يترقب معرفة ماذا أجاب قوم نوح دعوته فكان في هذه الجملة بيان ما يترقبه السامع مع زيادة مراجعة نوح ربه تعالى.
وهذا الخبر مستعمل في لازم معناه وهو الشكاية والتمهيد لطلب النصر عليهم لأن المخاطب به عالم بمدلول الخبر.
وذلك ما سيفضي إليه بقوله: {وقال نوح رب لا تذرْ على الأرض من الكافرين ديارا} الآيات [نوح: 26].
وفائدة حكاية ما ناجى به نوح ربه إظهارُ توكله على الله، وانتصار الله له، والإِتيانُ على مهمات من العبرة بقصته، بتلوين لحكاية أقواله وأقوال قومه وقول الله له.
وتلك ثمان مقالات هي:
{أن أنذر قومك} إلخ [نوح: 1].
{قال يا قوم إني لكم نذير مبين} إلخ [نوح: 2].
3 {قال رب إني دعوت قومي} إلخ [نوح: 5].
{فقلت استغفروا ربكم} إلخ [نوح: 10].
{قال نوح رب إنهم عصوني} إلخ [نوح: 21].
{ولا تزد الظالمين إلاّ ضلالا} إلخ [نوح: 24].
{وقال نوح رب لا تذر على الأرض} إلخ [نوح: 26].
{رب اغفر لي} إلخ [نوح: 28].
وجعل دعوته مظروفة في زمني الليل والنهار للدلالة على عدم الهوادة في حرصه على إرشادهم، وأنه يترصد الوقت الذي يتوسم أنهم فيه أقرب إلى فهم دعوته منهم في غيره من أوقات النشاط وهي أوقات النهار، ومن أوقات الهدوّ وراحة البال وهي أوقات الليل.
ومعنى {لم يزدهم دعائي إلاّ فرارا} أن دعائي لهم بأن يعبدوا الله وبطاعتهم لي لم يزدهم ما دعوتهم إليه إلاّ بعدا منه، فالفرار مستعار لقوة الإِعْراض، أي فلم يزدهم دعائي إياهم قربا مما أدعوهم إليه.
واستثناء الفرار من عموم الزيادات استثناء منقطع.
والتقدير: فلم يزدهم دعائي قربا من الهدى لكن زادهم فرارا كما في قوله تعالى حكاية عن صالح عليه السلام {فما تزيدونني غير تخسير} [هود: 63].
وإسناد زيادة الفرار إلى الدعاء مجاز لأن دعاءه إياهم كان سببا في تزايد إعراضهم وقوة تمسكهم بشركهم.
وهذا من الأسلوب المسمى في علم البديع تأكيد المدح بما يشبه الذم، أو تأكيد الشيء بما يشبه ضده، وهو هنا تأكيد إِعراضهم المشبه بالابتعاد بصورةٍ تشبه ضد الإِعراض.
ولما كان فرارهم من التوحيد ثابتا لهم من قبل كان قوله: {لم يزدهم دعائي إلاّ فرارا} من تأكيد الشيء بما يشبه ضده.
وتصدير كلام نوح بالتأكيد لإِرادة الاهتمام بالخبر.
{وإِنِّي كُلّما دعوْتُهُمْ لِتغْفِر لهُمْ جعلُوا أصابِعهُمْ فِي آذانِهِمْ واسْتغْشوْا ثِيابهُمْ وأصرُّوا واسْتكْبرُوا اسْتِكْبارا (7)}
{كلما} مركبة من كلمتين كلمةِ (كل) وهي اسم يدل على استغراق أفراد ما تضاف هي إليه، وكلمة (ما) المصدرية وهي حرف يفيد أن الجملة بعده في تأويل مصدر.
وقد يراد بذلك المصدر زمانُ حصوله فيقولون (ما) ظرفية مصدرية لأنها نائبة عن اسم الزمان.
والمعنى: أنهم لم يظهروا مخِيلة من الإِصغاء إلى دعوته ولم يتخلفوا عن الإِعراض والصدود عن دعوته طرفة عيْن، فلذلك جاء بكلمة {كلما} الدالة على شمول كلّ دعوة من دعواته مقترنة بدلائل الصد عنها، وقد تقدم عند قوله تعالى: {كلما أضاء لهم مشوا فيه} [البقرة: 20].
وحُذف متعلق {دعوْتُهم} لدلالة ما تقدم عليه من قوله: {أن اعبدوا الله} [نوح: 3].
والتقدير: كلما دعوتهم إلى عبادتك وتقواك وطاعتي فيما أمرتهم به.
واللام في قوله: {لتغفر} لام التعليل، أي دعوتهم بدعوة التوحيد فهو سبب المغفرة، فالدعوة إليه معللة بالغفران.
ويتعلق قوله: {كلما دعوتهم} بفعل {جعلوا أصابعهم} على أنه ظرف زمان.
وجملة {جعلوا أصابعهم} خبر (إن) والرابط ضمير {دعوتهم}.
وجعْل الأصابع في الآذان يمنع بلوغ أصوات الكلام إلى المسامع.
وأطلق اسم الأصابع على الأنامل على وجه المجاز المرسل بعلاقة البعضية فإن الذي يُجعل في الأذن الأنملة لا الأصبع كلّه فعُبر عن الأنامل بالأصابع للمبالغة في إرادة سد المسامع بحيث لو أمكن لأدخلوا الأصابع كلها، وتقدم في قوله تعالى: {يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق} في سورة البقرة (19).
واستغشاء الثياب: جعْلُها غِشاء، أي غِطاء على أعينهم، تعْضيدا لسد آذانهم بالأصابع لئلا يسمعوا كلامه ولا ينظروا إشاراته.
وأكثر ما يطلق الغشاء على غطاء العينين، قال تعالى: {وعلى أبصارهم غشاوة} [البقرة: 7].
والسين والتاء في {استغشوا} للمبالغة.
فيجوز أن يكون جعل الأصابع في الآذان واستغشاءُ الثياب هنا حقيقة بأن يكون ذلك من عادات قوم نوح إذا أراد أحد أن يظهر كراهية لكلام من يتكلم معه أن يجعل أصبعيه في أذنيه ويجعل من ثوبه ساترا لعينيه.
ويجوز أن يكون تمثيلا لحالهم في الإِعراض عن قبول كلامه ورؤية مقامه بحال من يسُكُّ سمعه بأنملتيْه ويحجب عينيه بطرف ثوبه.
وجعلت الدعوة معللة بمغفرة الله لهم لأنها دعوة إلى سبب المغفرة وهو الإِيمان بالله وحده وطاعةُ أمره على لسان رسوله.
وفي ذلك تعريض بتحميقهم وتعجب من خُلُقهم إذ يعرضون عن الدعوة لما فيه نفعهم فكان مقتضى الرشاد أن يسمعوها ويتدبروها.
والإِصرار: تحقيق العزم على فعلٍ، وهو مشتق من الصّر وهو الشد على شيء والعقدُ عليه، وتقدم عند قوله تعالى: {ولم يصرّوا على ما فعلوا} في سورة آل عمران (135).
وحذف متعلق {أصروا} لظهوره، أي أصروا على ما هم عليه من الشرك.
{واستكبروا} مبالغة في تكبروا، أي جعلوا أنفسهم أكبر من أن يأتمروا لواحد منهم {ما نراك إلاّ بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلاّ الذين هم أراذلِنُا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل} [هود: 27].
وتأكيد {استكبروا} بمفعوله المطلق للدلالة على تمكن الاستكبار.
وتنوين {استكبارا} للتعظيم، أي استكبارا شديدا لا يفله حدُّ الدعوة.
{ثُمّ إِنِّي دعوْتُهُمْ جِهارا (8)}
ارتقى في شكواه واعتذاره بأنّ دعوته كانت مختلفة الحالات في القول من جهر وإسرار، فعطف الكلام بـ {ثم} التي تفيد في عطفها الجمل أن مضمون الجملة المعطوفة أهم من مضمون المعطوف عليها، لأن اختلاف كيفية الدعوة ألصق بالدعوة من أوقات إلقائها لأن الحالة أشد ملابسة بصاحبها مِن ملابسة زمانه.
فذكر أنه دعاهم جهارا، أي علنا.
وجِهار: اسم مصدر جهر، وهو هنا وصف لمصدر {دعوْتُهم}، أي دعوة جهارا.
وارتقى فذكر أنه جمع بين الجهر والإِسرار لأن الجمع بين الحالتين أقوى في الدعوة وأغلظ من إفراد إحداهما.
فقوله: {أعلنت لهم} تأكيد لقوله: {دعوتهم جهارا} ذكر ليبنى عليه عطف {وأسررت لهم إسرارا}.
والمعنى: أنه توخى ما يظنه أوْغل إلى قلوبهم من صفات الدعوة، فجهر حين يكون الجهر أجدى مثلُ مجامع العامة، وأسرّ للذين يظنهم متجنبين لوْم قومهم عليهم في التصدّي لسماع دعوته وبذلك تكون ضمائر الغيبة في قوله: {دعوتهم}، وقوله: {أعلنت لهم وأسررت لهم} موزعة على مختلففِ الناس.
وانتصب {جهارا} بالنيابة عن المفعول المطلق المبيّن لنوع الدعوة.
وانتصب {إسرارا} على أنه مفعول مطلق مفيد للتوكيد، أي إسرارا خفيا.
ووجه توكيد الإسرار أن إسرار الدعوة كان في حال دعوته سادتهم وقادتهم لأنهم يمتعضون من إعلان دعوتهم بمسمع من أتباعهم. اهـ.